lundi 27 février 2012


ما هى النقابات؟ وما هو الدور الذى تلعبه في حياة العمال! وما هو هدفها ؟



منذ عرف الإنسان القيمة عرف العمل باعتباره العنصر الأساسى والهام لإتمام أية عملية إنتاجية.والعمال - وهم محور التنمية والتقدم - لا يملكون إلا بيع قوة عملهم مقابل الأجر، وهم يسعون دائماً أن تكون الأجور كافية لمعيشتهم هم وأسرهم، بل ويأملون دائماً في زيادة هذه الأجور لتحسين معيشتهم.
وهذا السعى وذلك الأمل يتصارعون مع مصالح الملاك الذين يسعون دائماً لزيادة ثرواتهم وتعاظم أرباحهم من استثمار العمل ومن فائض عوائده.
وقد عرف العمال في هذا الصراع وسائل عديدة للمساومة، والمقاومة، والاحتجاج، والكفاح لتحسين شروط وظروف عملهم وتحسين مستوى معيشتهم. وتوصلوا خلالها إلى التنظيم في النقابات.
ما هى النقابات؟ وما هو الدور الذى تلعبه في حياة العمال! وما هو هدفها ؟

ج: النقابات هى منظمات العمال الجماهيرية الطبقية، تجمع العمال باختلاف انتماءاتهم وأجناسهم وعقائدهم ومهنهم دون تمييز. وأهدافها هى الدفاع عن مصالح العمال وتحقيق مطالبهم وحماية مكاسبهم، والتعبير عن إرادتهم ومواقفهم وتحسين شروط وظروف العمل وللنقابة بجانب دورها في الدفاع عن المصالح الاقتصادية للعمال، دوراً هاماً في تعليم العمال أهمية الكفاح المشترك والتضامن الطبقى وممارسة الديمقراطية من خلال الحوار والتفاعل والالتزام بقرارات الأغلبية. كما أن للنقابة دورها في تعظيم شعور العمال بقوتهم وقدرتهم على فرض إرادتهم وتحقيق مصالحهم من خلال التنظيم والتوحد.
ويعلمنا تاريخ الطبقة العاملة:- أن نقابات العمال الحقيقية والقوية قد أنتجتها الإضرابات العمالية وأن انتصار النقابات كان مرهونا دائماً بقدرتها على استخدام أدوات الكفاح الجماهيرى الأساسية: "الاجتماع، والتظاهر، والاعتصام والإضراب. فكانت دائماً العلاقة تبادلية بين النضالات العمالية والنقابات فإذا كانت الإضرابات هى التى أنجبت النقابات الأولى فإن النقابات قد استخدمت الإضراب عن العمل في تحقيق مطالب أعضائها وتحسين أحوالهم.
كما يعلمنا التاريخ أن النقابات الحقيقية للعمال لم تنفصل عن قضايا وطنها فكان العمال ونقاباتهم دائماً في مقدمة الصفوف وطلائع الشعب في مقاومة الاستعمار والاستغلال الرأسمالى في المجتمع، وعرفت خلال ذلك روابط المصالح المشتركة بين أصحاب الأعمال والاستعمار والرأسمالية العالمية وعملائهم المحلين وحكوماتهم، ومدى عداء كل هؤلاء للعمال.
كما يعلمنا التاريخ أنه وكما عرف العمال النقابات كأداة لتمثيلهم والدفاع عن مصالحهم، فقد أتى أصحاب الأعمال بالإدارة كأداة لتمثيلهم والدفاع عن مصالحهم بل واستفادوا من الحريات المتاحة لهم في مواجهة العمال فشكلوا الأحزاب السياسية وجمعيات ومنظمات رجال الأعمال بل والبرلمانات والحكومات ليحموا مصالحهم لذلك كان لابد للنقابات الحقيقية من توفر ثلاث عناصر هى :- الاستقلالية، والديمقراطية، والجماهيرية.
أولاً: الاستقلالية: استقلالية النقابات عن الدولة والأحزاب السياسية وأصحاب الأعمال والإدارة هى الشرط الأول لوجودها، ولحمايتها من التدخل أو التأثير عليها، وهى أهم ضمانة لحسن سير أعمال النقابات.
وهى تعنى بالأساس أن النقابات لا تعبر إلا عن إرادة أعضائها ومصالحهم المشتركة، وتعنى تحريرها من أى نفوذ معادى للعمال.
أسس الاستقلالية النقابية:-
1-حق النقابات في وضع قانونها ونظمها الأساسية ولوائحها الداخلية بنفسها ومن خلال التصديق عليها من جمعياتها العمومية التى تملك وحدها حق تعديلها.
2-حق العمال في انتخاب ممثليهم وقياداتهم بدون وصاية على شروط الترشيح والانتخاب.
3-حماية النقابات من الحل أو الوقف عن العمل أو مصادرة الأموال أو عزل القيادات.
4-حماية العمال من الاضطهاد بسبب أنشطتهم النقابية داخل وخارج أماكن العمل.
ثانياً: الديمقراطية:-
الديمقراطية في نقابات العمال تعنى أن القواعد العمالية (الأعضاء) هى صاحبة السلطة والولاية على التنظيم النقابى من خلال مؤتمرات الجمعيات العمومية التى هى السلطة الأولى والأعلى في كل منظمة نقابية، وتملك وحدها حق تقرير شئون النقابة وتوجيه أعمالها ومراقبة أدائها ومحاسبتها، بل ولها وحدها أعداد لوائحها ونظمها الأساسية وقواعد أعمالها الإدارية والمالية.
أسس الديمقراطية النقابية:- 1-حق العمال في تكوين النقابات والانضمام والدعوة إليها بحرية ودون إذن مسبق وبدون تفرقة بين العمال.
2-احترام حق الاجتماع لأعضاء النقابات ومؤتمرات الجمعيات العمومية التى هى السلطة الأعلى التى تضع نظم وشروط العمل لكل المستويات النقابية.
3- إطلاق حق أعضاء النقابات في الترشيح لأى موقع قيادى وفى جميع المستويات بلا تمييز، فشروط العضوية كافية لحق الترشيح.
4-حق النقابات في تمثيل أعضائها والتعبير عنهم ولها في ذلك شخصيتها الاعتبارية، وحق المفاوضة الجماعية وعقد الاتفاقيات الجماعية نيابة عن أعضائها.
5-حرية النقابات في تكوين بنيانها وتركيبها وشروط عضويتها وقواعد اتحادها مع غيرها من النقابات في تكوين الاتحادات الإقليمية أو المحلية أو الدولية
ثالثاً: الجماهيرية:- جماهيرية النقابات العمالية تعنى شمولها لجماهير العمال في عضويتها وليس أجزاء منهم وألا تستبعد من عضويتها أية طوائف من العمال وأن تقوم العضوية فيها على الاختيار والانضمام الطوعى الحر دون جبر أو إكراه.
أسس جماهيرية النقابات:-
1- الجمعية العمومية هى بداية كل نشاط في النقابة وهى مصدر المشروعية والقوة والفاعلية لكل التنظيم النقابى من أدناه إلى أعلاه وهى وعاء لكل الأعضاء.
2-نقابة المنشأة هى الأصل، وهى أهم مستويات التنظيم النقابى، ويمكن القول أن العضوية النقابية تبدأ وتنتهى في مكان العمل حيث يوجد جماهير العمال معاً يلتفون حول مصالحهم ويتوحدون في مقاومة أعدائهم ويجب أن تملك نقابة المنشأة كل الصلاحيات والسلطات وكامل الشخصية الاعتبارية.
3-لجان المندوبين هى ركيزة العمل النقابى، فهى الجهاز المعاون للنقابة حتى تغطى كل العضوية في أماكن عملها، وهى الجهاز الوسيط بين قواعد المنظمات النقابية وقيادتها كما أنها تمثل الرقابة العمالية الدائمة على قيادة المنظمات النقابية وعلى أعمال النقابة الإدارية والمالية وحتى يتم عرضها على مؤتمر الجمعية العمومية.
4-الاهتمام بدور النشطاء النقابيين في إحياء الفكرة النقابية وجذب العضوية الجديدة، وجمع الاشتراكات من العمال مباشرة وإلغاء الخصم الجبرى للاشتراكات من الأجور.
تطوير أهداف الحركة النقابية:- تتطور أهداف النقابات دائماً لتساير تطور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في العالم حيث تشمل:-
1- الدفاع عن الحق في العمل وعن سياسات خلق وتوسيع فرص العمل.
2- المشاركة في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
3- التعاون مع المنظمات الجماهيرية والغير حكومية لفرض السياسات الاجتماعية التى ترعى مصالح أصحاب الأجور خاصة في حقوق الإسكان والعلاج والرعاية الصحية والتعليم والنقل والاتصال وغيرها من الخدمات العامة الاجتماعية والثقافية والترفيهية.
4- العمل على زيادة القدرة الشرائية للأجور والمعاشات وتعويض البطالة مع الرقابة على الأسعار، ومقاومة التبذير الرأسمالى وتحميل الأزمات الاقتصادية على الفقراء .
5- الحق في المفاوضة الجماعية وحمايتها من أى تحكم إجبارى، وحمايتها من التأثير والضغوط، والإشراف على تنفيذ نتائجها بعد إبرامها في عقود واتفاقيات جماعية.
6- مشروعية استخدام وسائل الكفاح الجماعية للعمال وعلى رأسها الإضراب عن العمل والإضراب التضامنى والاجتماع والتظاهر والاعتصام وحرية الأعلام.
7- تشجيع التقدم نحو الديمقراطية، وإشاعة العلنية وتوفير المعلومات والممارسة المتكافئة لعلاقات العمل والقضاء على التمييز.
8- تعميم الحماية التعاقدية والتأمينية والنقابية على جميع العمال فى كل القطاعات بلا تمييز، ومقاومة استغلال البطالة والأطفال والمرأة والمهاجرين والأجانب للعمل بشروط أقل وبدون حماية نقابية.

1 commentaire: